نبذه عن الإرشاد و المرشد النفسي



أولاً : عملية الإرشاد:
ينتمي الإرشاد إلى علم النفس التطبيقي 
 كما أنه يقع مع مجموعة أخرى من التخصصات "مثل علم النفس العيادي، الطب النفسي، الخدمة الاجتماعية" التي تهدف إلى مساعدة الناس في مواجهة مشكلات، ومواقف الحياة وضغوطها، وتغيير حياتهم إلى الأفضل، تحت مجموعة تعرف بتخصصات "مهن" المساعدة Helping Professions، وهذه التخصصات تشترك في الخصائص الآتية:
1- تفترض أن السلوك له سبب، وأنه من الممكن تعديل هذا السلوك.
2- تشترك في الغاية التي تسعى لتحقيقها، وهي مساعدة المستفيدين على أن يصبحوا أكثر فاعلية، وأكثر توافقًا من الناحية النفسية.
3- تستخدم العلاقة المهنية كوسيلة أساسية لتقديم العون.
4- تؤكد عيب أهمية الوقاية.
5- تقوم على أساس من تدريب متخصص.

"جورج وكريستياني 1981 ص19 George & Cristiani".
ولقد ظهرت تعريفات كثيرة للإرشاد، بعضها يصور المفهوم والبعض الآخر يحمل الطابع الإجرائي، وفي الوقت الذي تركز فيه بعض التعريفات على العلاقة الإرشادية ودور المرشد، فإن البعض يركز على عملية الإرشاد نفسها بينما لا زال آخرون يهتمون بالنتائج التي نحصل عليها من الإرشاد.

ونعرض فيما يلي لبعض هذه التعريفات:
1- تعريف جود "1945" Good:
يقصد بالإرشاد تلك المعاونة القائمة على أساس فردي، وشخصي فيما يتعلق بالمشكلات الشخصية، والتعليمية، والمهنية، والتي تدرس فيها جميع الحقائق المتعلقة بهذه المشكلات، ويبحث عن حلول لها، وذلك بمساعدة المتخصصين، وبالاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع، ومن خلال المقابلات الإرشادية التي يتعلم المسترشد فيها أن يتخذ قرارته الشخصية.

2- تعريف رين "1951" Wrenn:
الإرشاد هو علاقة دينامية وهادفة بين شخصين، تتنوع فيها الإجراءات باختلاف طبيعه حاجة الطالب، ولكن في جميع الحالات يكون هناك مشاركة متبادلة من كل من المرشد والطالب، مع التركيز على فهم الطالب لذاته.

3- تعريف روجرز "1952" Rogers:
الإرشاد هو العملية التي يحدث فيها استرخاء لبنية الذات للمسترشد في إطار الأمن الذي توفره العلاقة مع المرشد، والتي يتم فيها إدراك المسترشد لخبراته المستبعدة في ذات جديدة.

تمر عملية الإرشاد بثلاث مراحل أساسية:

  1. مرحلة الاستكشاف (Disclosure):
تشير إلى المراحل الأولية من الجلسات الإرشادية، وتشمل مهارات (الاتصال غير اللفظي، الإصغاء الفعال، الانتباه، عكس المحتوى، عكس المشاعر). تعد هذه المرحلة مرحلة تعارف وتكوين الألفة وبناء علاقة إرشادية تعتمد على تقبل المسترشد واحترامه، ومما يساعد في بناء علاقة إرشادية أن يكون المرشد مألوفا لدى المسترشد أصلا، وأن يكون قد شكل اتجاها إيجابيا نحو الإرشاد والمرشد، وأن يعرف المرشد المسترشد  طبيعة عمله والهدف من العملية الإرشادية.

  1. مرحلة الفهم (Understanding): 
يعرف الفهم في الإرشاد على أنه تحديد طبيعة المشكلة التي يواجهها المسترشد، حيث يكون المسترشد أمام مشكلة ما أو وضع غير مرغوب بالنسبة إليه، يود الخروج منه إلى وضع مرغوب فيه لا يعرف كيف يصل إليه. في هذه المرحلة يعمل كل من المرشد والمسترشد معاً لتحديد ما أنجز، وتشمل مهارات (التلخيص، التفهم، المواجهة) وتساعد هذه المهارات المرشد على التعمق في مشكلة المسترشد والتحضير للبحث في حلول.

  1. مرحلة العمل (Acting): 
خلال هذه المرحلة ينخرط المرشد في عملية مساعدة المسترشد على تحديد ما الذي يجب عمله للوصول إلى الأهداف، ومن خلالها يقوم المرشد بمساعدة المسترشد على اتخاذ القرار المناسب بشأن تحقيق  أهدافه، وهي تشمل المهارات (المعرفية المعقدة المتعلقة بعملية اتخاذ القرارات). من خلال هذه المرحلة تتوفر طرق كثيرة لإجراء تغيير على سلوك المسترشد، إما عن طريق المدرسة السلوكية أو المعرفية، ولكن في بعض الأحيان تكون أسباب المشكلة واقعة خارج قدرة المرشد، كالظروف الاقتصادية أو الاجتماعية الصعبة أو الشجار بين الأبوين، وفي حالات كهذه يسعى المرشد إلى تدريب المسترشد على التكيف مع المشكلة والتعامل معها ضمن الإمكانيات  المتاحة.

وقد أشارإيفي إلى أن فنيات المقابلة الإرشادية تستخدم لإغلاق حديث المسترشد وفتحه، ولها تأثير كبير في تحديد وقت المقابلة الإرشادية، والمرشد يجب أن يكون مستعداً دائماً لاستخدام فنيات المقابلة ومهاراتها، ويكون على معرفة كافيةبها

ثانياً المرشد النفسي:


 هو عادة المسئول المتخصص الأول عن العمليات الرئيسية في التوجيه والإرشاد وخاصة عملية الإرشاد نفسها. ويطلق عليه أحيانا مصطلح "مرشد التوجيه"  أو "مرشد الصحة النفسية" وبدون المرشد يكون من الصعب تنفيذ أي برنامج للتوجيه والإرشاد.
وحيث أن المرشد هو الشخصية المحورية في فريق الإرشاد النفسي فإنه من المفيد تحديد أهم خصائص المرشد الناجح، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
- معرفة الذات والإمكانات.
- التخصص والتجدد العلمي والعملي.
- الاهتمام بالعملاء وفهم سلوكهم "وليس الحكم على سلوكهم".
- المهارة في إقامة علاقة إرشادية.
- الثقة في النفس والقدرة على كسب الثقة والمصداقية.
- احترام الذات واحترام العملاء.
- حب تقديم المساعدة والرعاية لمن يطلبها.
- الاهتمام بالآخرين أكثر من التمركز حول الذات.
- القدرة على المساعدة الفاعلة للعملاء.
- القدرة على الدخول في مشكلة العميل والخروج منها.
- التمسك بأخلاقيات المهنة.
"سكوت ميير وسوزان دافيز Meier & Davis؛ 1993، شيلدون أيزينبيرج ودانيل ديلاني، 1995، سلوى عبد الباقي، 1996".

أ- سمات شخصية :
يجب ان يتمتع المرشد النفسي بصفات عديدة تجعل المسترشد مطمئناً ومستجيباً للعلاج ومنها:
الأمانة .
القدوة الحسنة .
التسامح .المرونة .
القدرة على التأثير
الرفق والدعابة
الإخلاص والصبر
الواقعية والموضوعية
التلقائية وسرعة البديهية .


ب- سمات مهنية :

1- الكفاءة المهنية . الكفاءة العقلية . التقبل .
2- عدم الحكم على أفعال المسترشد وأقواله ومشاعره حكماً قطعياً .
3- الاحترام . المشاركة الوجدانية مع الآخرين .
4- الخبرة المهنية والقدرة على تكوين العلاقات الناجحة .
5- الحماسة والشعور الإيجابي نحو مساعدة الآخرين بصدق .
6- تحديد الأهداف الإرشادية .
7- توفر المهارات المطلوبة لاختيار الطرق الإرشادية المناسبة .


حصر الحالات التي ينبغي الاهتمام بها من قبل المرشد الطلابي:

يمكن حصر الحالات التي ينبغي توجيه اهتمام المرشد الطلابي في ميادين كثيرة أهمها :
1 ـ حالات التأخر الدراسي مثل : متكرر الرسوب ، الرسوب في أكثر من نصف المواد ، الرجوع إلى الدراسة بعد الانقطاع .
2 ـ حالات سوء التكيف الاجتماعي مثل : عدم التوافق مع أنظمة المدرسة أو الزملاء أو المعلمين العدوانية والمشاكسة المستمرة .
3 ـ حالات الإعاقة : مثل ك عدم سلامة الحواس (( السمع أو البصر )) أو جهاز النطق ـ العرج والشلل ـ الربو وضيق التنفس .
4 ـ الحالات النفسية مثل : الخجل ـ القلق ـ الاكتئاب ـ الانطواء ـ الخوف المرضي ـ الوسواس ـ توهم المرض ـ
وليس كل حالة من تلك الحالات يتم بحثها على الفور ولكن إذا لاحظ المرشد الطلابي أن تلك الحالة التي يعاني منها الطالب قد أثرت على سيره الدراسي أو الأخلاقي بصورة عكسية .

أدوات الدراسة :
1 ـ المقابلة في الإرشاد النفسي ، ويمكن الرجوع إلى كتاب المقابلة في الإرشاد النفسي للدكتور / محمد ماهر عمر فهذا أفضل كُتَّاب المكتبة كتب في المقابلة .
2 ـ الملاحظة ( ملاحظة السلوك الخاضع للدراسة ) .



3 ـ السيرة الذاتية : وهي ما يكتبه الطالب { المعني بالدراسة } عن حالة وما يعانيه لا سيما إذا كان الطالب لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو أفكاره .

ماذا نقصد بوصف المشكلة ؟

المقصود بوصف المشكلة توضيح الظروف والأعراض التي رافقت حدوث المشكلة والمظاهر الخارجية التي لوحظت على الحالة كالعدوانية ، الخجل ، الغياب عن المدرسة ، النوم في الفصل دون ذكر أسباب المشكلة أو التعرض للجهود العلاجية .

ما هي الأفكار التشخيصية الأولية ؟
هذا أول ما يتبادر إلى الباحث من الأسباب التي أدت إلى المشكلة ولكن ما يذكره الباحث في هذا النوع من التشخيص ليس بالضرورة هي أسباب حقيقية بل يمكن تغييرها مستقبلاً عندما تكتمل الصورة عن المشكلة ، وعندما يفهم الباحث المشكلة بصورة أكثر بحسب ما يتوافر لديه من معلومات . 

متى تتم إحالة المشكلة للجهات المختصة ؟
عندما يدرك الباحث أن المشكلة التي بحوزته ليس بمقدوره أن يقدم لها المساعدة المطلوبة إما لنقص في قدرات المرشد أو أنها ليست ضمن نطاق عمله التخصصي يعمل على تحويلها إلى شخص آخر أكثر منه خبرة ودراية وتدريب أو يحيلها إلى مراكز العلاج النفسي .

ما هي العبارة التشخيصية ومما تتكون ؟هي عبارة عن خلاصة ما توصل إليه المرشد من معلومات بعد تحليلها وتفسيرها واستبعاد ما ليس له علاقة بالمشكلة ، وتتكون العبارة التشخيصية من :


أولاً : المقدمة :والمقصود بالمقدمة بعض البيانات الأولية التي تدل على الحالة كرمز الطالب مثلاً طالب مسترشد اسمه / محمد عبدالله القحطاني ـ الرمز ( م ، ع ، ق ) ـ الصف الدراسي : الرابع ابتدائي ـ المرحلة : الابتدائية ـ العمر 10 سنوات .
الشكوى : (( يعاني الطالب من صعوبة في النطق )) .
التصنيف العام : مشكلة صحية نفسية .
التصنيف الخاص (( الطائفي )) : صعوبة في النطق .

ثانياً : الجوهر : 
والمقصود بالجوهر الأسباب الذاتية والبيئية التي كونت المشكلة وهي مترابطة متشابكة متداخلة يرتبط فيها الحاضر بالماضي ، وتؤثر العوامل البيئة في الذاتية .. فمثلاً سوء معاملة الوالدين للطفل والقسوة عليه تؤديان إلى : إما للعدوانية أو الخجل والانطواء … إلخ .

أ ـ العوامل الذاتية وتشمل :
* الحالة الجسمية : كالأمراض العضوية { صعوبات الكلام ، ضعف السمع أو البصر .. وغيرها } .
* الحالة النفسية : كالخجل العدوانية والوسواس القهري .
* الحالة الاجتماعية : كالانعزال وعدم وجود صداقات للطالب وسوء التكيف الاجتماعي .
* الحالة العقلية : كنقص الذكاء وصعوبة التعلم وبطء التعلم .. إلخ .
العوامل البيئة :
وتعني جميع المؤثرات الخارجية التي تؤثر في شخصية الفرد ، أي العوامل التي تشكل ضغطاً على الطالب كالأسرة والمدرسة والمجتمع .

ثالثاً : الخاتمة :تعني الخاتمة أهم التوصيات العلاجية مع الإشارة إلى نوعية الطريقة التي سيسلكها المرشد في علاج المشكلة بدون تفصيل ، كما ينبغي الإشارة إلى نقاط القوة لدى المسترشد لاستثمارها في العلاج ونقاط الضعف لعلاجها .

الهدف العلاجي :لكل مشكلة من المشكلات النفسية والاجتماعية أهداف ، هذه الأهداف توجدها وتحددها الحالة المعنية بالدراسة ، ويمكن تلخيص أهم الأهداف العلاجية بما يلي :
1 ـ تعليم المسترشد كيف يحل مشكلته بنفسه ويصنع قراره بنفسه أيضاً دون الحاجة إلى اللجوء إلى 
المرشد مستقبلاً .
2 ـ مساعدة المسترشد في التغلب على المشكلات التي يعاني منها .
3 ـ الرفع من مستوى الطالب التحصيلي والعلمي .
4 ـ تحقيق الصحة النفسية للمسترشد .

رسم خطة العلاج :


يعتمد علاج المشكلات النفسية والاجتماعية على مدى ما توفر للمرشد من معلومات عن الحالة ، وعلى مدى فهم المرشد للمشكلة فهماً صحيحاً دقيقاً ليتمكن من خلال ذلك من وضع خطة علاجية مناسبة للحالة التي بين يديه .
كما أن العلاج يعتمد اعتماداً كلياً على إزالة الأسباب الذاتية والبيئة التي كونت المشكلة ، وتخليص المسترشد من تأثيراتها الضاغطة عليه ، ولكن ليس بمقدور المرشد إزالة كل الأسباب لأن هناك أسباباً لا يمكن إزالتها أو القضاء عليها ولكن يمكن أن يعمل المرشد على التخفيف من وقعها على المسترشد ، ومساعدتها في التكيف مع وضعه المزري ، وهذا في حد ذاته أفضل من ترك الطالب عرضه للصراع والتوتر والقلق .
وعلاج المشكلات النفسية والاجتماعية يعتمد اعتماداً كلياً ـ أيضاً ـ على التشخيص الدقيق بنوعيه التشخيص الذاتي والتشخيص البيئي ولا ينبغي التفكير بأن تقسيم التشخيص إلى ذاتي وبيئي أنهما منفصلان ولكنهما متداخلان يؤثر بعضهما على الآخر .


متابعة الحالة :يعني تتبع الحالة متابعة الحالة لمعرفة مدى التحسن من عدمه ، فأحياناً يتحسن وضع الطالب الخاضع للدراسة لمجرد العناية والرعاية ، وهذا ما يطمح له المرشد ، ولكن أحياناً لا يتحسن وضع الطالب لأسباب غير مقدور عليها ، وعلى سبيل المثال فإن متابعة الحالة تتم على النحو التالي :ـ
1 ـ اللقاء بالمسترشد بين فترة وأخرى للسؤال عن حالته .
2 ـ اللقاء ببعض المعلمين لمعرفة مدى تحسن الطالب علمياً وملاحظتهم على سلوكه .
3 ـ الاطلاع على سجلات الطالب ودفاتره ومذكرة واجباته .
4 ـ الاتصال بولي أمره إما تلفونياً أو بطلب حضوره للمدرسة لمعرفة وضعه داخل الأسرة ، وهل 
هناك تطورات جديدة حدثت ؟ 
{ ولكن هذه النقطة بالذات ينبغي عدم تنفيذها إلا بموافقة الطالب }
ولابد أن يذكر المرشد تاريخ المتابعة ومتى تمت .


إنهاء الحالة :يمكن للمرشد الطلابي إغلاق ملف الحالة إذا رأى وأحس ألا فائدة من الاستمرار فيها
للأسباب الآتية:

1 ـ انتقال الطالب من المدرسة أو تركه لها .
2 ـ إحساس المرشد أنه لا يستطيع تقديم المساعدة للتلميذ ، عندئذٍ يقوم بتحويل الحالة لمرشد آخر 
أكثر منه خبرة .
3 ـ أن تكون الحالة ليست في نطاق عمل المرشد كالأمراض النفسية والعقلية وغيرها ، فيقوم 
المرشد بتحويلها للعيادة النفسية ، ويتولى هو دور المتابعة .
4 ـ عندما يتحسن المسترشد ، ويدرك المرشد أن المسترشد قد تعلم كيف يحل مشكلاته بنفسه . والله أعلم ،،

فنيات المقابلة في الإرشاد والعلاج النفسي


يتوقف نجاح المقابلة الإرشادية على كيفية استخدام المرشد – النفسي للفنيات الخاصة بتلك المقابلة والتي تساعد كثيرا في تنفيذ الاستراتيجية الإرشادية التي تصل بالمسترشد إلى تعديل سلوكه نحو الأفضل، وهناك أنواع كثيرة من فنيات المقابلة الإرشادية نذكر هاما فيما يلي: 

أولا: فنيات الفعل:- 
1- فنية التساؤل:- تعتبر فنية التساؤل الوسيلة الأساسية لاكتشاف المجهول فيما يختص بحالة المسترشد من جميع جوانبها، حيث أنها تنفيذ في الحصول على المعلومات اللازمة عنه، وفي تشجيعه على التغيير عن نفس وفي مساعدته على اختبار مشاعره وأفكاره وتنفيد فنية التساؤل المرشد النفسي  في تحديد أسس تشخيصه وعلاجه، وفي وضع استراتيجياته وفي تحقيق أهدافه، كما أنها تهتم في تنمية التواصل الجديد بين المرشد والمسترشد وبين المسترشد ونفسه، وبين المسترشد والآخرين. 

2- فنية المواجهة:- تعتبر فنية المواجهة وسيلة فعالية يستخدمها المرشد النفسي في كشف التناقضات بين ما يقوله المسترشد وما يفعله، مما يجعله أكثر استبصارا لما  بداخله فيعكسه على سلوكه الخارجي ويفضل أن تستخدم فنية في نهاية مرحلة البناء في المقابلات الإرشادية، بعد أن يتم بناء الألفة بين المسترشد وتصبح هناك علاقة إنسانية مهنية وثيقة بينهما. 

ثانيا: فنيات رد الفعل: 
1- فنية الإنصات:- وهي الأداة الرئيسة التي يستخدمها المرشد النفسي  لفهم المسترشد بعمق أكثر، كما أنها تحقق الشعور بالرضاء والسعادة لدى المسترشد للإحساس بمدى  تقبله من جانب المرشد وتحقيق فنية الإنصات أهداف هامة وهي: ومنهم المرشد لرؤية– المسترشد حول نفسه والآخرين فهم المرشد لكيفية، ممارسة المسترشد للحيل الدفاعية في ظل نظام القيم الذي يؤمن به.

2- فنية إعادة العبارات:- تتميز فنية إعادة العبارات بتكرار المضمون الأساسي لتواصل المسترشد اللفظي مع المرشد النفسي متضمن المعنى الكلي لعباراته وإن لم يكن متضمنة نفس الكلمات التي احتوتها تلك العبارات، ومن ثم تعتبر بمثابة صدى لكل ما يقوله المسترشد، مما يشجعه على الاستمرار في الكلام والاسترسال فيه.

3- فنية الانعكاس:- تعتبر فنية الانعكاس بمثابة مرآة صادقة يعكس بها المرشد أحاسيس المسترشد وتعبيراته وانفعالاته، ما ظهر منها وما بطن، سواء عبر عنها بصراحة أو – أخفاها، وذلك جنى يرى المسترشد نفسه وكأنه في مرآة عاكسة – لما يتضمن تواصله اللفظي وغير اللفظي مع المرشد النفسي. 

4- فنية الإيضاح:- تعتبر فنية الإيضاح بمثابة تغذية رجعية مباشرة من جانب المرشد للمسترشد لتوضيح بعض النقاط التي قد تكون غامضة وغير مفهومة في المناقشة التي تدور بينهما خلال المقابلة  الإرشادية وتهدف فنية الإيضاح إلى تدعيم الاستجابة التلقائية من المرشد للمسترشد إذا حدث أي توتر في التواصل بينهما عندما لا يفهم أحدهما ما يقوله الآخر، وعندما يعجز الطرفان عن فهم ما يدور في المناقشة بينهما. 

ثالثا: فنيات التفاعل: 
1- فنية التفسير:- يستخدم المرشد النفسي فنية التقدير في المراحل الأخيرة من العملية الإرشادية بعد أن يثق فيه المسترشد ويطمئن إليه، مما يساعده على فهم وإدراك أي  مشاعر قد تكون غائرة في أعماقه، أو أي مفاهيم قد تكون غامضة عليه، وأي أسلوب قد لا يكون له مبرر كما أنها تساعد المسترشد على رؤية الأسلوب الذي يستخدم حيله الدفاعية أو التعرف على الأعراض التي تدل على سلوكه غير السوي. كما أن استخدام هذه الفنية يفيد في بناء المرجع الذاتي للمسترشد مما يؤثر على استجاباته للمرشد وللآخرين، مثلما تستخدم في تحليل التداعي الحر والأحلام، والطبع، حيث أنها تعتبر الدعامة الأساسية في فنيات الاتجاه النفسي التحليلي. 

2- فنية الإيحاء:- تكمن أهمية فنية الإيحاء في مساعدة المسترشد على الارتقاء بـفكاره وارتياد المجهول في نفسه، مما يوضح رؤيته لها وتنقتيها من شوائبها وازدياد استبصاره الداخلي لأعماقها، فيفكر تبعا لذلك بعقلانية متحررة فيما يتعلق بحالة.

3- فنية التغذية الرجعية:- تكمن أهمية هذه الفنية في كونها استجابة فورية من المرشد للمسترشد، حيث يركز المرشد على كل ما يقوله المسترشد ويدعم ما يصدر عنه من ايجابيات ويطفئ سلوكه غير المرغوب فيه، بالإضافة إلى إشباع رغبة المسترشد في معرفة رد فعل سلوكه على الآخرين. 

رابعا: فنيات المسئولية: 
1- فنية الممارسة التدريبية:ويقوم بها المرشدون النفسيون المتدربون تحت إشراف عدد من المشرفين الإرشاديين وفق خطة تدربيية مصممة من قبل أستاذ تربوي من حملة الدكتوراة في الإرشاد والعلاج النفسي بحيث يكون مسئول من تأهيلهم العلمي وإعدادهم المهني وتتضمن هذه الغنية مسئوليات كل من الأستاذ مربى المرشد النفسي  ومشرف المرشد النفس، والمرشد النفس المتدرب، بالإضافة إلى عدد من التوصيات الهامة لكل منهم مما يدعى مساهمتهم الايجابية قيها. 

2- فنية التقويم:وهي تقوم الأنشطة المختلفة التي يقوم بها كل من مربى المرشد النفسي، مشرف المرشد النفسي، المرشد النفسي المتدرب، بما يحقق الأهداف المتعلقة بها للتأكد من مدى الكفاءة في تحقيقها وتتضمن هذه الفنية تقدير مشرف المرشد النفسي، وتقدير المرشد النفسي المتدرب، وتقدير المقابلة الإرشادية.

الفرق بين الاخصائي النفسي والطبيب النفسي 





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقدمة عن دراسة الحالة

عوامل نجاح دراسة الحالة